الخشوع في الصلاة 2022

الخشوع في الصلاة 2022

المقدمة

الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة

الخشوعُ في الصلاةِ لخير ما نبدأ به الكلام هو القرءان قال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} بشرى وجزاء جميل للخاشعين فى الصلاة أليست تلك البشرى والجزاء الجميل جديرين أن نعرف لمن هما وما العمل الذى نقوم به لنفوز بهما أليس واجب أن نعرف ما هو ذلك الخشوع الذى أفلح أصحابه الذين عجلت لهم البشرى فى الدنيا بالفلاح فى الآخرة ألا إن الخشوع في الصلاة لعنوان لطالما شغل بال الكثيرين لطالما أحزن من لم يستطيع فعله لطالما تسائلوا عن كيفية وصولهم للخشوع فى الصلاة فكان لا بد أن نتكلم عنه.

تعريف الخشوع في الصلاة

الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة

تأتى كلمة الخشوع من خشع وتعنى طأطأة الرأس وهو يقترب من معنى الخضوع ولكن الخضوع يعنى به الإنحناء البدنى أما الخشوع يكون بكل الحواس بما فيهم البصر والصوت فإن الخشوع فى الصلاة هو السكون اى طمأنينة النفس  فيها، وفيه يُظهر المصلِّي التذلّلُ للهِ عزَّ وجلَّ بقلبهِ وجميع جوارحهِ، وذلك بحضورِ القلبِ وانكسارهِ وخضوعه بين يدي اللهِ تعالى،

وكمالُ الخشوعِ يتحقّقُ بتصفيةِ القلبِ من الرياءِ للخلقِ في الصلاةِ وبالخشوعِ في الصلاةِ يَكثرُ ثوابها أو يقلّ حسبما يعقل المصلّي في صلاتهِ، إضافةً إلى استشعارُ الخضوعِ والتواضعِ للهِ عزَّ وجلَّ عند الركوع والسجود، وأن يمتلئَ قلبهُ بتعظيمِ اللهِ عز وجلّ عند كل جزءٍ من أجزاء الصلاةِ، وأن يبتعد المُصلّي في صلاتهِ عن الأفكارِ والخواطرِ الدنيويّة، والإعراضِ عن حديثِ النفسِ ووسوسةِ الشيطانِ؛ ذلك أنّ الصلاةَ مع الغفلةِ عن الخشوعِ والخضوعِ لله عز وجل لتؤدى الفائدة المرجوة من الصلاة.

الأسبابِ التي تُساعدُ المسلمَ على الخشوعِ في الصّلاةِ ما يأتي:

الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة

1- إحسان الوضوء:

يجب أن يحسن الإنسان وضوءه ويتوضأ جيدا كما أوصانا الرسول فهذا عامل كبير من عوامل الخشوع فى الصلاة.

2- التهيؤ للصلاة:

فى وقت الصلاة يجب ألا يقوم العبد بالتركيز فى أى أمور أخرى وترك ما شغل باله بعيدا وينوى الصلاة بقلب حاضر ليستطيع تحقيق الغرض من الصلاة وهو الخشوع والدعاء الخالص إلى الله.

3- الصلاة بكل الجوارح:

يجب أن يكون الإنسان مستقبلا الصلاة بكل جوارحه وحواسه وألا يكون فى عجلة فكل الأمور تتنحى جانبا عندما يحين وقت الصلاة.

4- الصلاة فى وقتها:

يجب أن تصلى كل صلاة في وقتها ولا تتأخر عن وقتها فهذا يزيد من حب الله للعبد وتقربه منه وبالتالى يزداد خشوعه وطمأنينته بإنه ليس متعجلا فى الصلاة قبل أن تأتى الفريضة التى تليها.

5- الإبتعاد عن أي عوامل جذب:

ونقصد هنا أى أصوات أو أشخاص يتكلمون بالقرب من مكان الصلاة فهذا يساعد على التركيز فى الصلاة بصورة أكبر.

6- تجنب الحركة أثناء الصلاة:

كلما تحرك المصلى كلما تشتت الفكر وذهب لأمور أخرى ولذلك تجنب الحركة إلا للضرورة حيث أن ثبوت الجوارح تساهم فى الخشوع وحضور القلب والفكر.

7- تجنب محظورات الصلاة:

وهى النظر إلى السماء أو أن يسبق المصلى الإمام فى الصلاة وغيرها حيث أن هذه المحظورات تشتت إنتباه المصلى وجميع المصليين وبالتالى يقل الخشوع فى الصلاة.

8- إدراك قيمة الصلاة:

يجب أن يكون العبد على أتم قناعة بأهمية وقيمة الصلاة فهو لا يصليها كأداء واجب فقط لينتهي منها ولكنه يحصل على الثواب ويتقرب إلى الله ويخضع لله تقديرا للنعم التى منحه الله إياها.

9- التفكير فيما يقال فى الصلاة:

قراءة آيات الله والأدعية ليست مجرد كلمات نقولها ولكنها معانى عميقة يجب أن نتفكر فيها ونركز عند قولها حتى نحقق الخشوع أثناء الصلاة.

10- تقديمِ السننِ على الفرائضِ:

ففي السنن القبلية والبعدية من اللطائفِ والفوائدِ الشيءَ الكثيرَ، ذلك أنّ النفسَ البشريةَ تتعلقُ بأمورِ الدنيا وأسبابها، فيبتعدُ القلبُ ويذهبُ الخشوعُ في الصلاةِ، فإذا قدَّم المسلمُ السننَ على الفريضةِ فإن النفسَ تأنسُ بالعبادةِ، وتتكيّفُ بالخشوعِ، فيدخلُ في الفريضةِ بحالةٍ أفضل ممّا لو دخلَ الفريضةَ من غير تقديمِ السُنّةِ.

11- غض البصر عما يلهي:

أجمع علماء الدين على أنّ ما يساعدُ المسلمَ على الخشوعِ في الصلاةِ والخضوعِ للهِ عز وجلَّ غض البصرِ عما يُلهي، وعدم الالتفاتِ ورفعُ البصرِ إلى السماءِ، فيُستحَبُّ للمصلي أن ينظرَ إلى الموضعِ الذى سيجد فيه إن كان قائمًا، وأن ينظر إلى قدميهِ أثناءَ ركوعهِ، وفي حالِة السجود ينظر إلى مقدمة أنفهِ، وفي حالِة التشهُّد يُستحبُّ أن ينظر إلى حِجرهِ.

12- معرفة كيفية صلاة النبى:

ممّا يُعين المسلم على استحضار الخشوع في الصلاة معرفة كيفيّة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم -؛ حيث كان إذا دخل في صلاته طأطأ رأسه ورمى ببصره إلى موضع سجوده.

13- معرفة كيفية صلاة السلف الصالح:

 معرفة أحوال السلف الصالح من الصحابة -رضوان الله عليهم- وخشوعهم في صلاتهم؛ يزيد من حبّ العبد للصلاة وخشوعه، فهم كانوا يعبدون الله -عز وجل- كأنّهم يرونه، وهو أعلى وأعظم درجات الإحسان في العبادة، فهذا أبو بكر -رضي الله عنه- يبكي في صلاته، والتابعي عروة بن الزبير يخبر الأطباء بقطع رجله عند دخوله في الصلاة لأنه لا يشعر بذلك لشدّة تعلّقه بالله -عز وجل- و خشوعه في صلاته.

حكم الخشوع في الصلاة

الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة

اختلفَ العلماء في حكمِ الخشوعِ في الصلاةِ؛ هل هي سنةٌ أم فرضٌ، أم تُعتبرُ من الأمور المفضلة فيها ومُكمّلاتِها: فالقول الأول: ذهب جمهورُ العلماء إلى أنّ الخشوعَ في الصلاةِ سُنّةٌ من سننِ الصلاةِ، بدليلِ صحةِ الصلاةِ لمن يُفكّرُ في الصلاةِ بأمرٍ دنيويٍّ، ولم يقولوا أن صلاةِ من فكَّر في صلاتهِ باطلة.

واستدلوا بما رواه أبو هريرة – رضي اللهُ عنهُ-: «أنَّ النبيَّ -عليه الصّلاة والسّلام- رأى رجلًا يعبثُ بلحيتهِ في الصلاةِ فقال: لو خَشعَ قلبُ هذا لخشعت جوارحُهُ»؛ وما يُفهَم من الحديث أنَّ هناكَ أفعالًا تُكرهُ في الصلاةِ لأنها تُذهبُ الخشوعََ، وعلى المصلِّي البُعدَ عنها وتجنّبها، كالعبثِ باللحيةِ أو الساعةِ، أو فرقعةُ الأصابعِ، كما يُكرهُ للمصلِّي دخول الصلاةِ وهناك ما يشغلهُ عنها، كاحتباسِ البولِ، أو الجوعِ أو العطشِ، أو حضورِ طعامٍ يشتهيهِ.

أما القول الثاني: فذهب أصحاب هذا القول إلى أن الخشوع في الصلاة واجب؛ وذلك لكثرة الأدلة الصحيحة الدالة على ذلك، ومنها قوله تعالى: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ»، وقوله –تعالى-: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ»، والخشوع الواجب في الصلاة الذي يتضمّن السكينة والتواضع في جميع أجزاء الصلاة،

ولهذا كان الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- يقول في ركوعه: «اللهم لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خشع لك سمعي وبصري، ومُخّي،وعظمي، وعصبي»، فجاء وصف النبي -عليه الصّلاة والسّلام- بالخشوع أثناء ركوعه، فيدل على سكونه وتواضعه في صلاته.

وقد ذهب بعض العلماء فى تفسير قوله تعالى-: «الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ» بأن الخشوع من القلب، وفي قول آخر: (معنى الخشوع أي: الرّهبة لله تعالى)، وقيل: عدم الالتفات في الصلاة، وغضّ البصر، والخوف من الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك أيضًا خشوع الصوت؛ فإذا كان الخشوع في الصلاة يُعتَبر عند بعض العلماء واجبًا، والذي يعني السّكون، فمن نقر في صلاته نقر الغراب لم يخشع في صلاته،

وكذلك من رفع رأسه من الركوع ولم يستقرّ قبل أن ينخفض لم يسكن بفعله هذا، ومن لم يسكن في صلاته لم يخشع في ركوعه وسجوده، ومن لم يخشع في صلاته يُعتَبر آثمًا عاصيًا.

والأصلُ في طلبِ الخُشوعِ في الصلاةِ ما دلَّ عليهِ القرآنِ الكريمِ والسُّنةِ النبويةِ. قالَ تعالى- في كتابهِ العزيز: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ»؛ فالمؤمنون هم الذين يخشعون في صلاتهم، ومعنى الخشوعِ هنا: لينُ القلبِ وكف الجوارحِ.

ومن السُّنِة النبويةِ قولهُ -عليه الصّلاة والسّلام: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»؛ أي: استحقّ بفعله هذا الجنّة، وأصبحت واجبةً له.

هل عدم الخشوع في الصلاة يبطلها؟

الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة

قال الشيخ عويضة عثمان مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، إن الحديث للنفس ولو طال في الصلاة لا يبطلها، وإن ظهور الفكر للمصلي أثناء الصلاةا لا يؤثر في صحتها ولكنه يكره.

وأوضح الشيخ عويضة في تصريح له، أن الاستغفار عقب الصلاة يجزى عن عدم الخشوع أثناء أداء فريضة الصلاة، وأكد على أنه يجب علينا عدم إعادة الصلاة التي لم نخشع فيها، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «أنه نهى عن إعادة الصلاة في يوم مرتين». أخرجه النسائي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

حكم عدم الخشوع في الصلاة

الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة

وضح مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن جمهور الفقهاء أجمع على أن الخشوع في الصلاة ليس من أركانها، ولكنه من لوازمها فلا تبطل الصلاة بتركه، ولكن ينقص الثواب بقدر ما تفقده من خشوع.

واستدل المركز فى رده على سؤال “هل يسن إعادة الصلاة التي فقد فيها الخشوع بسبب التفكير في شيء خارجي ؟ بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي، فَمَا يُكْتَبُ لَهُ إِلاَّ عُشْرُ صَلاَتِهِ ، فَالتُّسْعُ ، فَالثُّمُنُ ، فَالسُّبُعُ ، حَتَّى تُكْتَبَ صَلاَتُهُ تَامَّةٌ”.

وذهب بعض الفقهاء إلى أن الخشوع واجب من واجبات الصلاة وتبطل الصلاة بتركه، ولكن الراجح ما ذهب إليه الجمهور بعدم بطلانها لكن على المرء أن يتحرى الخشوع في صلاته حتى يغتنم منها الأجر العظيم من الله لقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} وأن يتدبر ما يقرأه من الآيات القرآنية.

الخشوعُ في الصلاةِ لخير ما نبدأ به الكلام هو القرءان قال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} بشرى وجزاء جميل للخاشعين فى الصلاة أليست تلك البشرى والجزاء الجميل جديرين أن لمن هما وما العمل الذى نقوم به لنفوز بهما أليس واجب أن نعرف ما هو ذلك الخشوع الذى أفلح أصحابه الذين عجلت لهم البشرى فى الدنيا بالفلاح فى الآخرة ألا إن الخشوع في الصلاة لعنوان لطالما شغل بال الكثيرين لطالما أحزن من لم يستطيع فعله لطالما تسائلوا عن كيفية وصولهم للخشوع فى الصلاة فكان لا بد أن نتكلم عنه.

نقترح عليك أن تقرأ

الخاتمة

وفى نهاية هذه المقالة، أود أن أشكر كل من ساعدني بفكرة في إنجاز هذه المقالة، والذي يعلم الله كم المجهود الذي بذل فيها، كما ُأريد أن أشكر كل القراء على حُسن متابعتهم، سائلاً المولى عز وجل أن أكون وُفقت في توصيل الهدف من المقالة، ولأن مقالتنا اليوم كانت مليئة بالمعلومات القيمة التي لا تنتهي فنحن على موعد في لقاء اخر ومقاله جديده.. واتمنى ان اكون قد اجبتكم على كل اسئلتكم في مقاله اليوم وهي “الخشوع في الصلاة” والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاهد أيضاً

istockphoto 1129137165 612x612 1

هل يمكن أن يسبب تحديد النسل العقم؟2023

هل يمكن أن يسبب تحديد النسل العقم؟ لقد كنت تستخدمين وسائل منع الحمل الهرمونية لسنوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *