لماذا حرم الله أكل لحم الخنزير 2022

لماذا حرم الله أكل لحم الخنزير 2022

المقدمة

لحم الخنزير
لحم الخنزير

لماذا حرم الله أكل لحم الخنزير سؤال لا يسأله المسلمون كثيرا لأنهم يطيعون أوامر الله دون سؤال لمعرفتهم بأن أوامر الله لا تأتى هباء إلا أن هذا لا يمنع البعض من التساؤل وليس فقط بعض المسلمين من يتسائلوا لما حرم الله أكل لحم الخنزير فكل أجنبي عن الدين يسأل هذا السؤال ومنهم الذى يرى الإسلام صحيحا لكنه معرض عنه لهذا السبب لأنه حرم أكل لحم الخنزير دون أن يعلموا لما هذا التحريم وما الذى يفيد إذا أكلنا أو لم نأكل بدون أن يسأل أيحتاج الله أن يحرم علينا شيئا أم أنه لمنفعتنا قبل أن يكون دليلا على طاعتنا لأوامر الله.

هل الإسلام فقط من حرم أكل لحم الخنزير؟

لحم الخنزير
لحم الخنزير

حرم الإسلام أكل لحم الخنزير ولم يكن أول العقائد التى حرمته، فاليهودية تحرِّم أكل لحم الخنزير و وحرم السيد المسيح، عليه السلام أكل لحم الخنزير، وكان تحريم الإسلام للحم الخنزير امتدادًا لتحريمه فى الرسالات السماوية السابقة، وقد نص القرآن الكريم عليه صراحة فى أربعة مواضع.

1- قوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله ﴾ [البقرة: 173].

2- وقوله تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ﴾ [المائدة: 3].

3- وقوله تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ﴾ [الأنعام: 145].

4- وقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 115].

ولم يرد في القرآن الكريم كلمة “خنـزير” بصيغة الإفراد، إلا في هذه المواضع الأربعة، لكنَّه أوردها بصيغة الجمع في موطن آخر لا غير، وهو قوله تعالى معرضًا باليهود الذين تنكَّروا لدعوة الرسول الكريم: ﴿ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ الله مَنْ لَعَنَهُ الله وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 60].

وأليس الخنزير محرما في العهد القديم الذي هو شطر الكتاب المقدس عند المسيحيين :

 لا تأكل رجسا ما ؛ هذه البهائم التي تأكلونها … والخنزير لأنه يشق الظلف ، لكنه لا يجتر ، فهو نجس لكم ، فمن لحمها لا تأكلوا ، وجثثها لا تلمسوا  [ سفر التثنية 14/3-8 ونحوه في سفر اللاويين 11/1-8 ] 

وتحريم الخنزير على اليهود لا يحتاج إلى أن ننقل دليلا عليه ، فإن كان هناك شك في ذلك، فاسألوا القوم يخبروكم لكن الذي نظن أننا نحتاج إلى التنبيه عليه هو بعض ما جاء في الكتاب المقدس أيضا ، لكن في عهده الجديد الذي يقول لكم إن أحكام التوراة ثابتة في حقكم ، لا يمكن أن تتغير ؛ أليس فيها أن المسيح قال :

 لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس ، أو الأنبياء ، ما جئت لأنقض ، بل لأكمل ؛ فإني الحقَّ أقول لكم : إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف أو نقطة واحدة من الناموس ، حتى يكون الكل  [ متى 5/17-18 ]

ومع أننا لا نحتاج مع هذا النص إلى أن نبحث عن حكم آخر للخنزير في العهد الجديد ، فإننا نزيد هنا نصا آخر قاطعا في نجاسة الخنزير وخبثه :

 وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى . فطلب إليه كلُّ الشياطين قائلين : أرسلنا إلى الخنازير لندخل فيها . فأذن لهم يسوع للوقت ، فخرجت الأرواح النجسة ، ودخلت في الخنازير  [ إنجيل مرقس 5/11-13 ] والنظر فى نصوص أخرى في استقذار الخنازير ، واحتقار من يقوم برعيها [ متى 67 ، رسالة بطرس الرسول الثانية 2/22لوقا 15/11-15 ]

فلعله يقال هذا نسخ ، فقد قال بطرس ، أو قال بولس ؟!! أوهاكذا يبدل كلام الله ، وتنسخ التوراة ، وينسخ كلام المسيح الذي أكد لكم أنه ثابت ثبوت السماء والأرض ، يبدل كل هذا وينسخ بكلام بولس أو بطرس ؟! ولنفرض أنه صادق ، وأن تحريمه قد نسخ حقيقة ، فما تنكرون أن يكون حراما في الإسلام كما كان عندكم فى المسيحية واليهودية أول مرة ؟!

أسباب تحريم أكل لحم الخنزير للمسلمين شرعا

لحم الخنزير
لحم الخنزير

1- لا يأكل المسلمون لحم الخنزير لأن الله سبحانه وتعالى حرمه، وقضى بأنه رجس لا يحل للمسلم أكله، قال تعالى: (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنعام:145].

2- لم يرد في الشريعة تعليل خاص لتحريم لحم الخنزير سوى قوله: (فَإِنَّهُ رِجْس)، والرجس يطلق على ما يستقبح في الشرع، وفي نظر الفطرة السليمة، وهذا التعليل وحده كاف.

3- هناك تعليل عام يشمل لحم الخنزير وغيره من المطعومات المحرمة، وهو قوله تعالى: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) [لأعراف:157] فكل ما حرمه الله عز وجل فهو خبيث، والخبائث في هذا المقام يراد بها ما فيه فساد لحياة الإنسان في صحته، أو في ماله، أو في أخلاقه.

4- ولا يسقط حكم حرمانية أكل لحم الخنزير حتى ولو سوى بالنار وطبخ بها ألف مرة

5- بين ربنا عز وجل وهو العليم الخبير أن العلة فى تحريم لحم الخنزير هى ( إنه رجس) أى نجس ، ضار ومؤذ ونتن وهذه علة ذاتية قائمة لا تنفك عن لحم الخنزير أبدا ، وهذا يدل على أن أسباب المنع ليست عرضية أو مكتسبة ، فالأسباب العرضية مثل أكله الأوساخ والقمامة وهذا يحدث فى بعض الدول لأن الغرب يقومون باطعام الخنازير أعلافا نظيفة ويربونها فى حظائر خاصة نظيفة ومعقمة ومجهزة على أعلى المستويات وبذلك تنتفى هذه العلة ولكن العلة أيضا ليست مكتسبة أى تزول بزوال السبب كإصابة الخنازير بأمراض الطفيليات والأمراض البكتيرية والفيروسية ، لأن كل هذه الأمراض مكتسبة ويمكن السيطرة عليها عن طريق العلاج بالمضادات الحيوية والتعامل مع سبب هذه الأمراض أو باستعمال اللقاحات التي أصبحت منتشرة ومتوافرة على نطاق واسع ، وبالتالي القضاء على هذه العلة المكتسبة ، والقضاء على العلة العرضية أو المكتسبة ،فهذا تكذيب لكتاب الله فإن نفي الحكم هو نفي لكتاب الله تعالى الذى يتلى إلى قيام الساعة ، فإن السبب الكامن وراء كون لحم الخنزير نجسًا وضارًا ومضرًا لمن يأكله ، يظل أساسًا لاستمرار الحكم الشرعى للدين فيه.

تحريم أكل لحم الخنزير علميا

لحم الخنزير
لحم الخنزير

1- الخنزير حيوان سبعى ذا أنياب يتغذى على الجيف والفئران ولو أتيحت له الفرصة لأكل الأطفال وهذا بخلاف الأنعام فهى بدون أنياب ولا تتغذى إلا على العشب وحشائش الأرض فقط. 

2- لم يكن المسلمون في سالف عصرهم على معرفة بتفاصيل خبث الخنزير، وعلة تحريمه، حتى جاءت الاكتشافات الحديثة التي اكتشفت في الخنزير عوامل الأمراض، وخفايا الجراثيم الضارة، فمن ذلك أنه من لحم الخنزير الذي يأكله الإنسان ، تخرج دودة خطرة ، توجد بذورها في لحم الخنزير ، وتنمو في أمعاء الإنسان بطريقة لا يمكن معالجتها بأى دواء مضاد للديدان المعوية ، لكن هذه الديدان تنمو داخل عضلات الإنسان بصورة عجز الطب إلى اليوم عن تخليص الإنسان منها بعد إصابته بها، وهي خطر على حياته، وتسمى (تريشين) Treichine، ومن هنا جاءت حكمة تحريم لحم الخنزير في الإسلام ، وجاءت في الموسوعة الفرنسية Larousse: أن هذه الدودة الخبيثة (Treichin) تنتقل إلى الإنسان وتنتقل إلى القلب ، ثم تستقر في العضلات ، وخاصة في الصدر. والجنب والحنجرة، والعين، والحجاب الحاجز، وتبقى أجنتها محتفظةً بحيويتها في الجسم سنين عديدة ولا يمكن الوقوف عند هذا الاكتشاف في التعليل، فيمكن من ذلك ، أنه قد يكتشف العلم الذي اكتشف هذه الآفة في الخنازير في المستقبل آفات أخرى لم تُعرف بعد.

3- إن عدم وجود انزيمى Xanthin oxidase &Uricase فى بلازما الخنزير وقلة وجوده فى الكليتين يجعله يحتفظ بكمية كبيرة من حمض البوليك فى أنسجته فالخنزير يتخلص من 2% فقط من هذا الحمض والباقى يختزن فى جسده وهذا عكس الأنعام فهى تتخلص من حمض البوليك بكميات كبيرة لوجود (Xanthin oxidase فى بلازما الأبقار وهو يقوم بتكسير حمض البوليك إلى آلنتوين وهو الذي يفرز في بول الأبقار بكميات كبيرة جداً ، وبالتالي تتخلص منه الأبقار عن طريق البول ويتطهر الدم منه ، وبالتالي اللحم ، فيكون لحم البقر طاهرًا وجيدًا. كما يوجد في بلازما الأغنام إنزيم uricase الذي يكسر حامض البوليك وتتخلص الأغنام منه عن طريق الكلى مما يجعل لحم الضأن (لحم الأغنام) نقيًا وجيدًا أيضًا ، ووجود حمض البوليك بكثرة في دم الخنزير و لحومه دليل على نجاستها ولهذا وصفه ربنا عز وجل بأنه رجس وإن كمية انزيم اليوريكاز فى كلى الأبقار حوالى ستة أضعاف الموجود فى كلى الخنازير والخنزير بطبيعته الخبيثة يأكل روثه الممزوج ببوله وما يحتويه أيضًا من حمض البوليك مما يجعل تراكم هذا الحمض في لحم الخنزير بكميات كبيرة تضر بصحة الإنسان وهذا يدل على نجاسة لحمه كما دل على ذلك الله عز وجل في سبب تحريم لحم الخنزير

 وهى أنه رجس وهذا من الإعجاز العلمي لهذه الآية ولتحريم لحم الخنزير.

4- إن الخنزير يحتوى على 50% من لحمه دهنيات وأن هذه الدهنيات منها 38% دهون مشبعة تراى جلسريد ولا يستطيع الإنسان هضمها بينما الأبقار تحتوى على 6% فقط من الدهون وهى سهلة الهضم والأغنام تحتوى على 17% دهون أيضا سهلة الهضم وهذا يدل أيضا على الضرر المحقق من تناول لحم الخنزير.

5- يحتوي لحم الخنزير على كميات كبيرة من هرمونات النمو ، والتى تسبب ستة أنواع من السرطانات ، بينما تفتقر الماشية والأنعام لهذه الهرمونات مقارنة بالخنازير ، وهو سبب آخر لعدم تناول لحم الخنزير وسبب ذاتى للحظر والتحريم ، وإن لحم الخنزير يحتوي على نسبة كبيرة من الكبريت على عكس الماشية والأنعام ، وهذا سبب ذاتى آخر لتحريم الأكل من لحم الخنزير.

6- كما يحتوي لحم الخنزير على نسبة كبيرة من مادتى الهيستامين والإيميدازول اللذين يسببان الحساسية والأكزيما الجلدية لمن يأكله ، بخلاف لحم الماشية والانعام الذى لا يحتوي على هذا الهرمون ، كم أن مستوى الكوليسترول في لحم الخنزير يبلغ خمسة عشر ضعفًا عنه في لحم البقر.، ولهذه الحقيقة أهمية خطيرة لأن هذه الدهنيات تزيد مادة الكوليسترول فى دم الإنسان ،وهذه المادة عندما تزيد عن المعدل الطبيعي تترسب في الشرايين ، ولاسيما شرايين القلب ، وتسبب تصلب الشرايين وارتفاع الضغط ، وهو السبب الرئيسى فى معظم حالات الذبحة القلبية “، وهذه أضرار شديدة بصحة الإنسان .

حكم تربية الخنازير بالطرق العلمية

لحم الخنزير
لحم الخنزير

وفي نظر الإسلام ، فإن رأي من يدعي أن تربية الخنازير في العصر الحالي بالطرق الفنية التي تتوخى الحذر والطرق الحديثة في مراعيها وفي ملاجئها ومأواها كافٍ للقضاء على هذه الجرثومة غير مقبول بالمرة.

لما بينا أن نص الشريعة في التحريم مطلق وغير معلل، فمن الممكن أن تكون هناك مضار أخرى للخنزير غير الذي اكتشف، والعلم دائماً في تطور مستمر.

وإذا كانت الأساليب الحديثة قد تغلبت على الديدان شديدة الخطورة في لحم الخنزير والدم والأمعاء ، “الديدان الشريطية وبيضها المتكلس” ، فمن يضمن لنا عدم وجود آفات أخرى في لحم الخنزير لم يتم اكتشافها بعد؟ فلقد استغرق الإنسان قرونًا طويلة حتى يكتشف ضررا واحدًا ، والله الذي خلق الإنسان أعلم به وأعلم بما يضره وما ينفعه. ويؤكد لنا القرآن هذه الحقيقة بقوله: (وَفوْقَ كُل ذى علم عَلِيم).

وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنه إذا كان من الممكن تربية الخنازير بطريقة فنية تقضي على هذه الآفة ، في وقت أو مكان أو أماكن كثيرة في مراكز الحضارة في العالم ، فهذا غير ممكن في جميع آفاق الأرض وحكم الشريعة يجب أن يكون صالحاً وواقعاً لجميع الناس في جميع الأماكن، ولذلك كان التحريم عاماً وشاملاً.

حكم مستخلصات لحم الخنزير

لحم الخنزير
لحم الخنزير

يعبر عن الخنزير فقهيا بأنه نجس العين ويراد بالعين جميعه لا العين التي يرى بها،ولذا يحرم عندهم الانتفاع بشيء من لحمه أو شحمه أو جلده،حيث إن نجاسته نجاسة ذات غير قابلة للتطهير وقال بعض العلماء إن احتواء بعض المنتجات الغذائية على بعض مستخلصات ودهن الخنزير وغيره من النجاسات، لا يُحرِم أكلها، مشيرًا إلى أن هذه الدهون تأخذ حكم الاستحالة بمعنى الاندماج في غيرها من المواد وتغيير نجاستها ويوجد على الإنترنت جداول بها رموز تدل على احتواء المنتج على دهن خنزير ووجدت هذه الرموز على بعض المنتجات المصرية مثل البسكويت والألبان والعصائر وحلوى الأطفال وغيرها.. فما حكم تناول هذه المنتجات؟، أنه يجوز أكل هذه المنتجات ولا بأس بها.

قال الله تعالى: {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}، فهذه الآية الكريمة بينت تحريم الخنزير، مشيرًا إلى أن هذا من المعلوم من الدين بالضرورة، وأجمع عليه علماء الأمة، والتحريم شامل لكل أجزائه، وإنما ذكر اللحم؛ لأنه المقصود الأعظم من الحيوان.

وأنه لا يحل أكل شيء من الخنزير إذا كان مستقلاًّ، وأما إذا كان فقط مستخلصًا منه ـ كدهن أو زيت ـ تدخل في تركيب طعام ما، فإذا كانت قد استحالت، ولم يبق لها أثر في الطعام، لا في لون، ولا في رائحة، ولا في طعم، فإنه لا حرج فيه، لافتًا إلى أنه يجب على الجهات ذات الاختصاص، أن تجنب المسلمين أن يدخل في تركيب طعامهم مثل هذه المنتجات، لا سيما وأن المقصود من طيب الطعام يحصل بدونها.

وإنه من الأجدر واللائق بالمسلم أن يتجنب كل ما به شبهة فإن علم أن شئ من المنتجات التى يستخدمها بها أى مستخلصات من الخنزير أن يتجنب استخدامها لكى لا يقع فى الشبهة ويكون قد أنجى نفسه واستنأى بنفسه من حرمانية تلك المنتجات.

الحالات التى تجوز بها أكل لحم الخنزير

لحم الخنزير
لحم الخنزير

يحسب الإسلام حساب الضرورات فيبيح فيها المحرمات، وفى ذلك قاعدة مشهورة تقول: “الضرورات تبيح المحظورات”، ومن هنا فإن المسلم إذا ألجأته الضرورة الملحة ـ التى يخشى منها على حياته ـ لتناول الأطعمة المحرمة ومنها الخنزير فلا حرج عليه، كما يشير إلى ذلك القرآن الكريم: “فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه”، ولكن هذه الإباحة لا يجوز أن تتعدى حدود تلك الضرورة وإلا كان المسلم آثمًا.

فصل الكلام

لحم الخنزير
لحم الخنزير

وأما قول إذا كان أكل لحم الخنزير محرما ، فلماذا خلق الله الخنزير إذاً ، فلا نحسب هذا كلاما جادا ، وإلا فإننا نسأل لماذا خلق الله كذا وكذا من الأشياء المؤذية ، أو المستقذرة ، بل نسأل لماذا خلق الله الشيطان ؟ أليس من حق الخالق أن يأمر عباده بما يشاء ، ويحكم فيهم بما يريد ، لا معقب لحكمه سبحانه ، ولا مبدل لكلماته ؟ أليس من واجب المخلوق العابد أن يقول لربه ، كلما أمره بشيء : سمعنا وأطعنا ؟

وهذه الأضرار وغيرها دليل على أن الشارع الحكيم ما حرَّم تناول لحم الخنزير إلا لحكمة جليلة ، هي الحفاظ على النفس ، التي يُعَدُّ الحفاظ عليها أحَدَ الضروريات الخمس في الشريعة الغراء والأصل في المسلم أنه يطيع الله فيما أمر ، وينتهي عما نهى عنه ، سواء أظهرت حكمته سبحانه في ذلك أم لم تظهر والمسلم لا يجوز له رفض حكم الشريعة ولا التوقف في تنفيذه إذا لم تظهر له حكمته ؛ ، بل عليه قبول الحكم الشرعي في التحليل والتحريم متى ثبت النص ؛ سواء أفهم الحكمة في ذلك أم لم يفهمها .

قال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ) الأحزاب/36 , وقال : ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) النور/51 .

ولو نظر المسلم فقد أحل الله له طيبات كل شئ وما قد حرم عليه إلا أشياء قليلة تعد على الأصابع وفيه ضرر له فهذا يبين له مدى نعم الله عليه 

فقال تعالى: ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (النحل – 18)

سؤال لا يسأله المسلمون كثيرا لأنهم يطيعون أوامر الله دون سؤال لمعرفتهم بأن أوامر الله لا تأتى هباء إلا أن هذا لا يمنع البعض من التساؤل وليس فقط بعض المسلمين من يتسائلوا لما حرم الله أكل لحم الخنزير ولكن كل أجنبى عن الدين أيضا.

نقترح عليك أن تقرأ

الخاتمة

وفى نهاية هذه المقالة، أود أن أشكر كل من ساعدني بفكرة في إنجاز هذه المقالة، والذي يعلم الله كم المجهود الذي بذل فيها، كما ُأريد أن أشكر كل القراء على حُسن متابعتهم، سائلاً المولى عز وجل أن أكون وُفقت في توصيل الهدف من المقالة، ولأن مقالتنا اليوم كانت مليئة بالمعلومات القيمة التي لا تنتهي فنحن على موعد في لقاء اخر ومقاله جديده.. واتمنى ان اكون قد اجبتكم على كل اسئلتكم في مقاله اليوم وهي “لماذا حرم الله أكل لحم الخنزير ؟” والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاهد أيضاً

istockphoto 1129137165 612x612 1

هل يمكن أن يسبب تحديد النسل العقم؟2023

هل يمكن أن يسبب تحديد النسل العقم؟ لقد كنت تستخدمين وسائل منع الحمل الهرمونية لسنوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *