ما هو حكم عقوق الآباء للأبناء

ما هو حكم عقوق الآباء للأبناء

مقدمة عن عقوق الآباء للأبناء

عقوق الآباء للأبناء

لقد سمعنا كثيرا في حياتنا عن عقوق الأبناء لآبائهم ولكن قليلا ما يتردد لدى سمعنا مصطلح عقوق الآباء لأبنائهم. فمن المسلم به أن طاعة الأبناء لوالديهم فرض لا يمكن إنكاره. ولكن هل دائما يكون العقوق من الأبناء. أليس من المرجح ان يكون ايضا الآباء قد عقوا أبناءهم لا بل وأكثر قد يكونوا هم الجناة الحقيقيين على أبناءهم. لهذا قد انهمرت أفكاري في هذا الموضوع.

هل حقيقى أن الأبناء فقط من يخطئون فى حقوق آباءهم ؟ أم أن الخطأ قد يأتى أيضا من الآباء تجاه أبناءهم ؟        

لهذا قد تناولت هذا الموضوع في شيء من الشرح ومنطلقا من جميع المبادئ والثقافة والمجتمع والأخلاق وعلى رأسهم الدين الذي ربط طاعة الأبناء بحسن العبادة.

رأى المبادئ والثقافة والمجتمع والأخلاق فى عقوق الآباء للأبناء

رأى المبادئ والثقافه والمجتمع والأخلاق فى عقوق الآباء للأبناء

منطلقا من المبادئ السامية والثقافة والأخلاق في أي مجتمع. أن حسن المعاملة للجميع واجب لاسيما كان الذي تعامله هو والديك فإن حسن معاملتهم هو حسن الأخلاق. وعلى مر العصور بمختلف الثقافات واختلاف الحضارات كان دائما بر الوالدين من المسلمات التي لا شك فيها حتى هذه اللحظة. ولكن لم يكن معروفا مصطلح عقوق الآباء. من المرجح أن يكون بسبب أن لا أحد يستطيع أن يستوعب كيف يضر الوالدين ابنهما وهو أغلى شيء في حياتهما. وأنها فطره خلقت فينا وهي حب الأبناء حبا قد يصل الى أكثر من أنفسنا. ولكن مع التطور الذي وصلنا إليه في عصرنا هذا. وأصبح من السهل على أي أحد أن يعرف ماذا يجري في أنحاء العالم. فصرنا نسمع عن آباء قد تجردت منهم الأبوة بل لست أبالغ حين أقول تجردت أيضا منهم الرحمة. لن أقول إن هذا يحدث فقط من الآباء بل وأيضا يحدث من الأبناء.

فهل هذا رد فعل لفعل ؟ أم أنه طبيعة البشر السيئه ؟

رأى الدين فى عقوق الآباء للأبناء

رأى الدين فى عقوق الآباء للأبناء

منطلقا من الدين فمعظم الديانات التي سمعت عنها تضع بر الوالدين مكانة عظيمة. بل علاوة على ذلك ان بعض الديانات تضع عقوبات شديدة لمن يسئ للوالدين. وهكذا سيكون حديثي هنا سيكون عن الديانة الإسلامية; مع الاحترام لكل الديانات. فالإسلام قد وضع مكانه الوالدين مقرونة بعبادة الله.

فقال تعالى-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).

وبالرغم من تلك المكانة التي أعطاها الإسلام للوالدين. إلا أنه لم ينسى حقوق الأبناء. فتعالى الله جل علاه أن ينسى أحدا من خلقه. فقد حفظ للأبناء حقوقهم; ليس من لحظة ولادتهم فقط، ولا من لحظة وجودهم في رحم أمهاتهم لا; بل حفظها من لحظة اختيار الأب لأمهم.

فانظر لموقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب; الملقب بالفاروق أى الفارق بين الحق والباطل.

انظر إلى هذا الرجل الذي جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يشكو عقوق ابنه. فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه وأنَّبَه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويُحسن اسمه، ويُعلمه الكتاب (القرآن). فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (جعراناً)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً. فالتفت أمير المؤمنين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.

فمن ذلك لخص الفاروق حقوق الابن على أبيه وهي: –

1- اختيار الأم الصالحة المؤمنة بالله التقية.

2- اختيار الاسم الحسن لابنه كما يتماشى مع المجتمع ومع الدين.

3- تعليم ابنه كتاب الله منذ صغره.

اختيار الأم الصالحة

اختيار الأم الصالحه

ان اختيار الزوجة الصالحة التي ستكون أما للأبناء هي أساس الأبناء الصالحين. فكما نقول نحن: – أن الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا قويا صالحا. ولنا في زوجات المسلمين الأوائل أسوه; فقد ربوا نساء ورجالا عقمت أمهات اليوم أن تلد مثلهم. واختيار الزوجة يقوم على شروط لها في الحديث براحا; ولكن سأذكر الخلاصة بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: –

“تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”.

وقد أكد الحديث على المرأة المتدينة المتخلقة بأخلاق الإسلام; فقال فاظفر بذات الدين تربت يداك. أي أن أخذت امرأة بها كل المميزات التي تريد; ولكن ليست ذات دين وخلق فكأنك اخذت ترابا لا قيمة له. كما قال أيضا اظفر بمعنى خذه وسارع عليه كأنك تأخذ الأفضل.

 اختيار الاسم الحسن

 اختيار الاسم الحسن

ان اختيار الاسم الحسن للابن فهو شيء مهم. فقد صرنا نعيش في زمن يستهزأ بالشخص على كل شيء; حتى على اسمه تحت مسمى التنمر. وهذا قد يترك في نفس الابن كرها لنفسه واسمه; او حتى لأبيه; وقد يصل به الى حد الاكتئاب. ولهذا فقد حسم الاسلام تلك القضية ايضا; فلم يتركها دون حل بل وضع القواعد لحلها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): –

(إِنَّ أَحَبَّ ‌أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ)، وفي رواية أخرى:(‌وَأَصْدَقُهَا ‌حَارِثٌ ‌وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ).

فقد أكد الحديث على الأسماء التي يحبها الله; ولكن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يمنع أي اسم; إلا الأسماء المكروهة على سبيل المثال أسماء السب مثل حمار وكلب; وأسماء أخرى مثل شيطان وحرب ومره وابليس وأسماء الشرك مثل عبد اللات وعبد العزى. ;كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): –

(“ولا تسمين غلامك يساراً ولا رباحاً ولا نجيحاً ولا أفلح، فإنك تقول: أثَمَّ هو؟ فلا يكون، فيقول: لا “).

وعلة النهي هي أنه ربما كان طريقاً إلى التشاؤم والتطير، كما هي واضحة في الحديث.

تعليم الابن كتاب الله منذ الصغر

"<yoastmark

ان تعليم الأبناء كتاب الله منذ صغرهم هو حقا الأساس لأي تربيه صالحه. فإن كتاب الله هو الحافظ لهم في صغرهم وكبرهم. وتعليم كتاب الله لا يعتمد فقط على حفظه; بل وتعلم احكامه وحدوده وحلاله وحرامه منذ الصغر. لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر; يظل مع الانسان بقية حياته. ويشكو الكثير من الآباء من ان أبناءهم لا يصلون، وأن بناتهم غير محجبات، وبأنهم يقلدون ما يشاهدونه سواء من التلفاز أو عن طريق الانترنت.

فالسؤال لهم:

هل دربتم أولادكم على الصلاة في الصغر؟

وهل عودتم فتياتكم على الحجاب منذ الصغر؟

هل كنت قدوة لأولادك وبناتك في التقوى والعمل الصالح وعبادة الله وقراءة كتابه؟

وهل جلست معهم عرفت أفكارهم وسمعت آرائهم وأحسست بهمومهم ومشاكلهم؟

هل رأيت ما يشاهدونه على التلفاز والانترنت فتخبرونهم إن كان هذا صحيحا أو غير صحيح؟

وهل اتقيت الله في أبنائك؟

هل حافظت على الأمانة التي أمنك الله عليها؟

فإن الأبناء أمانة لا يجب تضييعها فهي أمانة من الله عز وجل لنا علينا رعايتها والحفاظ عليها.

كما قال الله تعالى: – (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا).

فعلى الآباء تربية الأبناء على تقوى الله وتعلم كتابة بشروط وضعها الاسلام.

كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): –

(مُرُوا أولادكمِ بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنينَ، واضرِبوهم عليها ‌وهم ‌أبناءُ ‌عَشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المَضاجِعِ).

علاوة على ذلك فإن الأبناء هي سراجك المنير في الدنيا وعملك الصالح في الدنيا والآخرة.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): –

(من قرأ القرآن، وتعلمه، وعمل به، ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا! فيقولان: بم كسينا؟! فيقال: بأخذ ولدكما القرآن).

فيا عظم أجر الآباء إذا ربوا أبنائهم تربية صالحة على تعلم كتاب الله.

 

الخاتمة

ها نحن في النهاية وقد وصلنا لأخر حديثنا. فأحب أن أقول إن هذا ما هو إلا اختصارا للموضوع; اختصارا تناول أهم قضايا عقوق الآباء للأبناء. ولكن يظل هناك المزيد فمن أحب التزود فليقرأ هنا. ولكنى هنا قد تناولت الأساس لمعظم المشكلات بين الآباء والأبناء. فأدعو الله أن يهدى آباءنا وأبناءنا وأمهاتنا والأمة جمعاء; وعانى إن أخطأت أن تغفروا لي، وتسامحوني وتقوموني; وأسأل الله الغفران لي ولكم والامه جميعا; وإن كنت أصبت فمن الله; والله خير هذه وخير نصير; وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

 

شاهد أيضاً

istockphoto 1129137165 612x612 1

هل يمكن أن يسبب تحديد النسل العقم؟2023

هل يمكن أن يسبب تحديد النسل العقم؟ لقد كنت تستخدمين وسائل منع الحمل الهرمونية لسنوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *